الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

أغذية حيوانات وتوابل حارة لتبييض بشرة الموريتانيات

موقع حكايات

تقبل النساء في موريتانيا على خلط مواد طبيعية وأدوية طبية لاستعمالها كوصفات لتبييض البشرة وتفتيح لونها، ورغم خطورتها على الصحة وتسببها في تشوهات وأمراض جلدية خطيرة على المدى الطويل، إلا أنها تلقى إقبالاً كبيراً بسبب نتائجها السريعة وانخفاض ثمنها مقارنة مع كريمات تفتيح البشرة والمواد الطبية الآمنة التي ينصح بها الأطباء وأخصائيو التجميل.



ويعتبر الحصول على بشرة بيضاء هاجساً كبيراً بالنسبة للنساء في موريتانيا اللاتي يغلب اللون الأسمر على بشرتهن بسبب العرق الإفريقي وحرارة الطقس، وتحاول غالبية النساء التخلص من اسمرارهن على حساب صحتهن في بعض الأحيان، باتباع نظام غذائي خاص والامتناع عن الخروج نهارا لتجنب الشمس الحارقة واستعمال مواد ووصفات طبية.



حليب إبل وأطعمة حارة







وتسعى النساء للحصول على بشرة بيضاء إرضاء للرجال، ويعود حب الرجال للبياض إلى مسألة ثقافية مرتبطة بجمال المرأة في المجتمع الموريتاني، حيث إن الجميع يؤمن بأن "البياض نصف الجمال".





وتجاهد النساء السمراوات "سيئات الطالع" في نظر البعض، للحصول على بشرة فاتحة وذلك بتغيير أسلوب حياتهن، من خلال استعمال مواد طبية خطيرة وشرب لبن الإبل بكميات كبيرة والتوقف عن السهر والتدخين وأكل الأطعمة الحارة والامتناع عن الخروج نهارا واستعمال اللثام والقفاز في حالة الخروج نهارا لقضاء حاجة ملحة.



وتلائم البشرة البيضاء التي تعتبر إغراء تسعى إليه النساء، الزينة التقليدية التي تميز الموريتانيات بلباسهن الفلكلوري متعدد الألوان، وزينتهن المتمثلة في الحناء والجدائل الإفريقية والمصاغ التقليدي والماكياج الحاد والبارز.



مريم وحلم البشرة البيضاء



كما تعتبر الموريتانيات أن الزينة العصرية تلائم البشرة البيضاء أكثر، وتبرز جمال المرأة سواء كانت في مناسبة فرح أو في حياتها العادية، كما تقول مريم الناجي لـ"العربية نت"، التي تتمنى الحصول على بشرة بيضاء وصافية.



وتضيف مريم "كافة ألوان الأزياء وأنواع الماكياج وصبغات الشعر تناسب البشرة البيضاء، لذلك فهذا حافز مهم للبحث عن طرق لتبييض البشرة بدل البحث عن طرق لملاءمة البشرة السمراء بالأزياء والماكياج كما تفعل بعض النساء اللواتي يستصعبن ارتداء ما يحلو لهن ويلجأن إلى حيل واهمة لملاءمة بشرتهن مع الأزياء".



وتقول مريم أيضا إنها تحلم بالحصول على بشرة فاتحة مهما كلفها ذلك وتتمنى أن تسمع يوما "يا له من لون.. بشرتك جميلة"، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تتبع مريم طرقا مختلفة وتقول "نصحني البعض بزيادة وزني وتناول عقار يحفز على تفتيح لون البشرة واستعمال تحاميل ومكملات غذائية تعطي للحيوانات، لكن عوارض هذه الوصفات وخطورتها وتسببها في مرض سرطان الجلد منعني من استعمالها رغم نتائجها الجيدة".



وتشير الى أنها تستعمل وصفات طبيعية تعتمد أساسا على عشبة "أداد" وحبوب "الحلبة"، إضافة الى الحمام المغربي ومن حين لآخر تستعمل بعض المواد الكيماوية والطبية التي يتم خلطها واستخدامها كصابون.



أخطار كثيرة



ويعزز تبييض البشرة زيادة الوزن والوصول إلى البدانة، حيث إن تناول عقاقير وإعداد خلطات وشراب بالطرق التقليدية بهدف تبييض البشرة يؤدي الى زيادة الوزن بشكل كبير، لكن زيادة الوزن ليست العوارض والمخاطر الوحيدة لتبييض البشرة، حيث إن استخدام تقنيات وطرق التبييض خطير على الصحة وقد يؤدي الى الإصابة بجلطة والتهاب في الشرايين والسرطان وتشققات خطيرة في الجلد.



ويحذر الأطباء واخصائيو التجميل من خطورة الوصفات التي تستعملها النساء للحصول على بشرة بيضاء، ويطالبون بمنع بيع الأدوية والمحاليل الطبية التي تستعملها النساء بشكل عشوائي إلا بوصفة طبية، خاصة بعد انتشار استعمال وصفات خطيرة في صالونات التجميل وتداول النساء أساليب غريبة لتفتيح البشرة، كتناول مكملات غذائية تعطي للحيوانات واستعمال تحاميل تصنع من مواد مختلفة لغسل المعدة وتحضير البشرة مسبقاً بالأقراص المساعدة على التبييض وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.



البياض نصف الجمال



وتقول خبيرة التجميل عائشة بنت همام لـ"العربية.نت": "البياض ليس نصف الجمال لكنه يظهره، وهذا ما يغري الموريتانيات ويدفعهن الى التضحية والمخاطرة من أجل الحصول على بشرة بيضاء، رغم أن جمال البشرة يكمن في نقائها وصفائها وليس في شدة بياضها".



وتشير بنت همام الى أن هناك طرقا كثيرة آمنة للحصول على بشرة فاتحة تشع نضارة وحيوية، منها كريمات تفتيح البشرة والوصفات الطبيعية والتوقف عن السلوكيات المضرة بالبشرة كالتدخين والسهر والإكثار من التوابل الحارة والتعرض لأشعة الشمس وعدم العناية بالبشرة وإزالة الماكياج بطريقة صحيحة.



وعن النتائج السريعة والمذهلة التي تحققها بعض وصفات تفتيح لون البشرة التي تتداولها الموريتانيات بينما الأطباء يحذرون منها، تقول أخصائية التجميل "بعض عوارض الأدوية تحتاج الى فترة طويلة لتظهر وبعض الأشخاص لديهم قدرة على تحمل عوارض الدواء، لذلك فمهما تأخر ظهور تأثيرات هذه الأدوية والوصفات لابد أن يكون لها تأثير سلبي على صحة المرأة".



وتؤكد المتحدثة أن بعض الأدوية التي تستعمل لتبييض البشرة مخصصة لعلاج أمراض جلدية كالصدفية وحب الشباب والحروق والالتهابات، وحين يتم خلطها وبمقادير كبيرة فهي تؤدي الى القضاء على الطبقة الخارجية للجسم حيث تصبح شفافة ورقيقة وتظهر الشعيرات الدموية الصغيرة من خلالها.

























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق