الجمعة، 26 أكتوبر 2012

العنوسة في الجزائر الارقام مخيفة والمستقبل اسود

غزة - موقع حكايات

يبدو أن ظاهرة العنوسة أصبحت تدقّ بعنف على أبواب المجتمعات العربية لدرجة أن كثير من الشعارات النسائية المنادية بحريّة المرأة في اختيار الزوج والعمل والرافضة لتعدّد الزوجات بدأت تسقط على ضوء الأرقام المفزعة التي تكشفها الدراسات والإحصائيات الرسمية حول ظاهرة العنوسة في مختلف المجتمعات العربية منذرة بشرّ خطير يمكن أن يصيبها في مقتل.



لقد أضحت ظاهرة العنوسة أن تعد العنوسة قنبلة موقوتة تهدّد بناء المجتمعات العربية بعد أن أصبح أصبح الزواج من أهم المشاكل التي تواجه الشباب اليوم، والتي تعجز أمام حلها المعادلات الحسابية، وباتت تلك الظاهرة كابوسا يهدّد الشباب من الجنسين وهم يرون أجمل سنوات أعمارهم تطويها السنون دون أن يكملوا نصف دينهم.



وتشير أرقام دائرة الإحصاء العامة قبل سنتين أن نسبة العنوسة في الأردن بين الفتيات تسير في الارتفاع وتبلغ لمن لم يسبق لهنّ الزواج ممن هن بسن الخامسة والثلاثين فما فوق 7.8 %. ويفسّر مساعد أمين عام وزراة الأوقاف للوعظ والإرشاد الأردنية الدكتور عبد الرحمن بداح أن أحد أسباب ارتفاع نسبة العنوسة في الأردن، وفي كثير من المجتمعات العربية،هي العادات والتقاليد وارتفاع أثمان المهور وإتمام تكاليف الزواج. فإذا كان "بعض الآباء يعتقدون برفعهم للمهر المؤجل والمعجل يسهمون في تأمين مستقبل البنت، فهم يناقضون الوقائع"، حسب بداح، فإثقال كاهل الزوج بديون كبيرة من شأنه أن يقصم ظهر هذه الأسرة الناشئة التي تصبح حياتها جحيما وحاجة وأسى".



وأكد أن الشريعة الإسلامية جعلت عقد الزواج ميسراً ليس أكثر من إيجاب أو قبول وشاهدين مع ولي أمر الزوجة وتفضيل إقامة وليمة ولو بشاة واحدة، لافتاً إلى أن ما هو سائد من ترف استهلاكي وتفاخري في حفلات الخطوبة والزواج وشروط الأسر في تزويج بناتها يفاقم مشكلة العنوسة والعزوف عن الزواج.



كما بات زواج المواطنين من أجنبيات يعدّ سببا آخر خطير وراء انتشار العنوسة. وكحلّ لهذه الظاهرة اقترحت الناشطة الاجتماعية، زكية البوريني -رئيس جمعية حرائر الأردن، فرض ضريبة مالية على الشاب الذي يقدم على الزواج بفتاة أجنبية ويترك بنات العرب والمسلمين يعانين ويلات العنوسة، معتبرة أن مثل هذه الضريبة قد تحد من العنوسة التي ارتفعت معدلاتها في الدول العربية بعامة.



وأرجعت زكية البوريني في تصريحات صحفية إلى أن ما يعزز اقتراحها إحصاءات جمعية «العفاف الأردنية» التي تفيد بأن 96 ألف فتاة في الأردن تخطت أعمارهن 30 عاما دون زواج. وأشارت إلىتزايد نسبة العنوسة في العالم العربي مما دعا المرأة العربية إلى العمل للحصول على احتياجاتها المادية، ما جعلها تتجاهل أجزاء أخرى من حياتها على رأسها الزواج وتكوين الأسرة، مشيرة إلى أن غلاء المهور أدى إلى إفساد بعض الزيجات، وحول الفتاة إلى ضحية للأسرة. وأوضحت أن تزايد العنوسة في الأردن ناجم عن تغير نظرة الفتاة للشاب والعكس، لافتة إلى أن العادات والتقاليد تلعب دورا مؤثرا في تأخر الزواج. وتشير إحصاءات المحاكم الشرعية هنا إلى أن نسبة الطلاق وصلت في الأردن إلى 28%.



وفي مصر ترى جمعية مصرية لتشجيع الزواج في الإسكندرية أن الحلّ في معالجة مشكلة العنوسة المستفحلة في المجتمع المصري يمكن أن يكون في تعدّد الزوجات.



وتشير وقالت إحصائية رسمية حديثة أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية أن 9 ملايين شاب وفتاة تعدوا الـ35 عاماً يعانون من العنوسة منهم 5.5 مليون شاب و3.5 مليون فتاة. وتشير الدراسة إلى أن معدل العنوسة يمثل 27% في الوجه البحري والمحافظات المحدودة والحضر 38% والوجه القبلي 25% كما أكد المركز القومي للسموم انه يستقبل شهرياً من 50 إلى 60 حالة انتحار بسبب العنوسة أو الخيانة الزوجية.



وتشير وزارة التعليم المصرية بأن 17%من طلاب الجامعات لجأوا إلى الزواج العرفي الذي لا يحتاج إلى تكاليف كبيرة كأحد أوجه الأزمة الاقتصادية التي فاقمت مشكلة العنوسة.



وأرجع تقرير حديث صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تأخر سن الزواج في مصر لكلا الجنسين إلى ارتفاع تكاليف الزواج كأحد أهم الأمور التي يمكن أن تشكل عقبة في الزواج يليها تدبير شقة الزوجية، ثم عدم وجود فرصة عمل مناسبة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن التقرير، الذي صدر تحت عنوان "تأخر سن الزواج هل أصبح مشكلة تبحث عن حل"، وجود علاقة طردية قوية بين ارتفاع المستوى التعليمي وتأخر سن الزواج، حيث ترتفع نسب غير المتزوجين سواء بين الذكور أو الإناث مع زيادة المستوى التعليمي.



ولفت التقرير إلى تأخر سن الزواج في كثير من الدول العربية حيث تصل نسب السكان الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة العمرية (30 -34) سنة حوالي 7ر38% في تونس، تليها لبنان بنسبة 1ر36%، وقطر بنسبة 9ر22%، وسوريا 5ر19%، بينما تنخفض هذه النسبة في كل من مصر والسعودية، حيث بلغت 7ر11% و 4ر11% لكل منهما على التوالي.



وظاهرة العنوسة لا تفرق بين دول غنيّة وفقيرة فمثلما هي منتشرة في بلدان عربية فقيرة نسبيا مثل اليمن وموريتانيا ومصر، فإن الوضع ليس أفضل حالا في الدول النفطية الغنية. وتكشف الإحصائيات السكانية في السعودية إلى وجود ما يقارب مليوني فتاة لم تتزوج، وطبقاً لإحصاءات وزارة العدل السعودية فقد وصلت نسبة الطلاق إلى 21%.



وفي الجزائر سجّلت أن عدد العازبات على المستوى الوطني يبلغ حاولي 11 مليون عازبة من بينهن 5 ملايين فوق سن الـ35 سنة، وهو وهو رقم مرتفع جدا بالنظر لعدد سكان الجزائر البالغ35,7 مليون نسمة.. وتعزو الدراسات التي قام بها المعهد الوطني للإحصاء ارتفاع العنوسة في الجزائر إلى وجود ارتفاع مهول في العنوسة لدى النساء الجزائريات بسبب عزوف الشباب المتواصل عن الزواج نتيجة تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. وهذه الأرقام الكبيرة جعلت بعض الجزائريين يطلقون على بلادهم ''دولة العوانس''؛ فعدد العوانس في الجزائر، وحسي الإحصائيات الرسمية يفوق عدد د سكان ليبيا، ويفوق أيضا عدد 5 دول خليجية مجتمعة.



ويشير اختصاصيون إلى أن للعنوسة نتائج خطيرة على مستوى الفرد والمجتمع، حيث تشكل خطراً قاتلاً يؤدي إلى الأمراض النفسية أو الانحرافات، ومصدرا لليأس والإحباط، خاصة بالنسبة للمرأة التي تعاني أكثر من الرجل بسبب العنوسة في مجتمعات لا تزال تنظر للمرأة على أنها «عبء» على الأسرة لا يمكن التخلّص منه إلا بالزواج.وكذلك تؤدي العنوسة إلى كبت مشاعر الأمومة والأبوّة وإلى الإقبال على أنواع مُبتكرة من الزواج السرّي، (العرفي والمسيار وغيرها من العلاقات المحرمة القائمة خارج نطاق الأسرة الشرعية.(



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق