الخميس، 22 نوفمبر 2012

الطفل عبدالرحمن يخرج من بين أنقاض منزل جاره المدمر رافعا علم فلسطين بيد وعلامة النصر بيد أخرى

-موقع حكايات-

الليلة الأخيرة من العدوان على كانت من أصعب الليالي التي مرت على محافظة الوسطى وبالتحديد مخيم البريج كباقي المخيمات والمدن من حيت تكثيف قوات الأحتلال من قصفها ليس فقط من طائرات الأستطلاع والأف16 التي روعتنا وأرهبتنا بقصفها المتواصل وأصواتها المزعجة وإنما اشتركت معها الزوارق والبوارج الحربية التي أيضا جعلتنا لا نعرف للنوم طعما ولم يقف الأمر عن هذا الحد والأكتفاء بهذه الوسائل القتالية بل استعانت قوات الأحتلال بسلاح المدفعية التي كانت تطلق قدائفها العمياء اتجاه منازل المواطنين



بعد الساعة الثالثة فجرا وأنا أشعر بالقلق والخوف والتوتر بفعل شدة القصف والدعاء بأن يحفظنا الله من مكر وكيد اليهود جاءتني غفوة من النوم لأصحو بعدها لصلاة الصبح وكانت الساعة تقارب الخامسة والنصف واذ بصوت انفجار قوي قريب جدا من منزلي اعتقدت للوهلة الأولى بأن القصف في أراضي زراعية خالية قريبة وبعد عدة دقائق سمعت قصف شديد واذ بتطاير زجاج غرفة نوم أطفالي نظرت من شرفة البلكونة لكي أشاهد ماذا يحدث ومكان القصف واذ بجاري يخرج مذعورا مع أفراد أسرته ويقول الله أكبر أخرجوا من منازلكم طائرات الأحتلال ستقصف بيت جارنا محمد الشافعي "أبو عبدالله "



على الفور وفي مشهد من الخوف والرعب صرخت بزوجتي التي كانت نائمة وقلت لها بسرعة الطائرة ستقصف منزل جارنا فقامت مذعورة وخائفة وترتعش وتحمل أطفالها وهم يصرخون وأنا أساعدها في ذلك وبفعل حالة الخوف والرعب التي كانت قائمة نسيت زوجتي احدى أطفالها فأسرعت وأحضرتها



ذهبت بسرعة البرق إلى خالتي في الطابق الأرضي والتي حضرت قبل عدة أيام لتحتمي عندي مع ابنها بسبب شائعة بأن الأحتلال سيقصف منزل جارها الذي لا يبعد عن منزلها 50 مترا وأخرجتها إلى بيت أحد الجيران لكي تحتمي مع أطفالي وزوجتي فيه



الجيران وبفعل القصف خرجوا من بيوتهم لكي يستكشفوا الأمر فأخبرتهم بأن الأمر خطير وأن الطائرات ستقصف البيت منهم من اتفق معي ومنهم من لم يتفق بحكم أن الصواريخ التي ضربت المكان ليست صواريخ تحذيرية



وأتناء وقوفي على رأس الشارع الذي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المنزل المستهدف تذكرت أحد الجيران فعندما حاولت أنا وصديق وجار لي التوجه لبيته لكي أخبره بأن يخرج من المكان بسرعة واذ بقصف قوي وشديد وغبار يملئ المكان جعلني ارتمي أرضا عرفت أثناءها أن بيت جارى والذي يقصف للمرة الثانية على التوالي قصف بطائرات الأستطلاع



المشهد كان مرعبا كتل الخرسانة تتطاير في الهواء أمام أعيننا صراخ من كل مكان ولولا الرعاية الألهية لكنا شهداء أو مصابين على الفور ذهبت إلى أفراد أسرتي لكي أطمئن عليهم وحمدت الله كثيرا أنه لم تقع اصابات



نظرت إلى مكان قصف المنزل والمخلى من سكانه منذ بداية الحرب فأيقنت بما لا يدعو إلى الشك أن زلزالا ضرب المكان وتغيرت ملامحه بالكامل فالبيت أصبح أثرا بعد عين وكأنه لم يكن أصلا وحفرة عميقة أحدثتها الأنفجار و الكثل الخرسانية تملئ المكان وداخل المنازل المجاورة ومنها بيتي الذي أصيب بأضرار جزئية والبيت الملاصق للبيت المقصوف فقد أصابته أضرار جسيمة وكبيرة حيت تفسخت الأعمدة وانهار جزءا من السقف لدرجة أنه لا يصلح للسكن مرة أخرى



ونحن نتفقد البيت المقصوف يخرج علينا طفل لا يتجاوز 3 سنوات اسمه عبدالرحمن النجار ويحمل في كلاتا يديه علم فلسطين وكنوع من التحدي يقف هذا الطفل على ركام المنزل رافعا في يده اليمين علم فلسطين واليد الأخرى علامات النصر



حمدث الله أولا على سلامة صاحب المنزل وأطفاله الذين أخلوه قبل عدة أيام وحمدت الله على سلامة الجيران الذين لم يصابوا بأي أذي في هذا القصف الهمجي وأخيرا حمدت الله على نجاتي من الموت وقلت في قرارة نفسي مهما قصفوا وقتلوا ودمروا لن نترك بيوتنا وسنبقى صامدين مهما بلغت التضحيات























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق