الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

الحمام الزاجل البلجيكي من هوايات الصينيين الأثرياء الجديدة

غزة - موقع حكايات

يدفع أثرياء صينيون عشرات آلاف اليورو في مقابل طائر حمام زاجل محدثين بذلك ثورة في قطاع تربية الحمام الصغير في بلجيكا، ويأتي ذلك أحيانا على حساب صغار الهواة الذين خرجت هوايتهم المعولمة عن سيطرتهم.



تعتبر تربية الحمام من الهوايات القديمة في الصين. وفي بكين خصوصا، كان أصحاب الحمائم يزجلون بها لمدة قصيرة ويدربونها على العودة إلى برج الحمام بأمر منهم. في بلجيكا وهولندا وشمال فرنسا، تنقل حمائم السباق بالقطار مسافات قد تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن نقطة انطلاقها، إلى برشلونة أو كليرمون فيران أو حتى ليموج مثلا. والفائز يكون الطائر الذي يعود غريزيا الى النقطة التي انطلق منها جاعلا صاحبه يكسب أموالا كثيرة أحيانا.



وقد تراجعت هواية تربية الحمام على مر العقود والأجيال في بلجيكا. غير أن مجيء الآسيويين قلب المعادلة. فعلى سبيل المثال، دفع رجل الأعمال الصيني الثري جدا هو زين يو 250 ألف يورو في مقابل الطائر «سبيشيل بلو» محطما بذلك السعر القياسي لطير من هذا النوع. وقد باع صاحب «سبيشيل بلو» الهولندي بيتر فينسترا خلال السنوات الأخيرة 250 طائر حمام في مقابل حوالي مليوني يورو، بحسب موقع المزادات المتخصص في هذا المجال «بيدجن بارادايز» (بيبا) الذي أكد أن «50% من زبائنه هم صينيون».



وهؤلاء الهواة الآتون من آسيا مستعدون لدفع مبالغ طائلة في حال «كان الحمام قد فاز بجوائز عدة وينحدر من سلالة جيدة»، على ما شرح لوكالة فرانس برس نيكولاس غيزيلبريخت مدير موقع «بيبا»، على هامش الدورة الثانية للمنتدى الدولي لتربية الحمام التي انعقدت في مدينة كورتري في شمال غرب بلجيكا بمشاركة أكثر من سبعة آلاف هاو.



وقال التايواني جونسن كيانغ الذي شارك في المنتدى «أظن أن بلجيكا هي مملكة الحمام الزاجل».



غير أن توافد الشراة الآسيويين الأثرياء لا يلقى استحسان الجميع. فقال مارسيل كاندنيير وهو أحد الهواة الاتي من مدينة ليل في شمال فرنسا «مئتا ألف يورو سعر جد باهظ في نظري وهذا أمر غير طبيعي». وأضاف الفرنسي جيل فانوفيل «هذا أمر غير معقول وهو يقضي على قطاع تربية الحمام شيئا فشيئا. فكيف يمكن للهواة الشباب أن يخوضوا هذا المجال؟» وقد شهد فيلي أنكيني البالغ من العمر 75 عاما والذي يربي قرابة 80 طائر حمام في بلدته الواقعة في ضواحي بروكسل الخضراء، حادثة اليمة مرتبطة بأسعار الحمام الهائلة. ففي مطلع فبراير، تقدم بشكوى بعد سرقة بطله «نوار» (الأسود) وهو أخبر «كانوا قد عرضوا علي 15 ألف يورو لكنني كنت أريد 20 ألفا لأشتري سيارة جديدة». وتابع قائلا انه بعد أيام على زيارة هؤلاء المهتمين بشراء الطائر «كسر قفل برج الحمام وأخذوا (نوار) وحاولوا أخذ طائر آخر لكنهم كسروا جناحه». ولفت إلى أنه بات يتعذر الآن على هذا الطائر المشاركة في السباقات. ويبدو أن الاتجاه السائد في هذا القطاع يدفع الى اتخاذ إجراءات محترفة. وقد قام مارك دو كوك الذي يمتلك 600 طائر حمام بتدعيم أبراج الحمام بوسائل حماية جد متطورة في مدينة تيمسي (الشمال). فتقوم 15 كاميرا بمراقبة الطيور التي تصل قيمة البعض منها إلى 100 ألف يورو والتي تتمتع بدش للاستحمام وحجرة للاسمرار هي نوع من «سونا للحمام»، تماما مثل كبار الرياضيين. ويستهدف مارك دو كوك بلا شك الزبائن الصينيين الذين يولون أهمية كبيرة للفخامة. ويوضح «الصينيون يولون أهمية كبيرة للمظاهر الفخمة فهم حتى لو كانوا من غير المربين ولن يتمكنوا من المشاركة في مسابقات، إلا أنهم يريدون شراء طائر حمام فاخر كما يفعل محبو الفن بشرائهم لوحات لروبنز ورامبرنت». وهو يفضل عدم الكشف عن الأرباح التي تدرها عليه هوايته هذه.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق