الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

القرود يحكمون أنفسهم بديمقراطية راقية

غزة - موقع حكايات

كثُر الحديث مؤخراً عن التشابه الواضح بين سلوك البشر والقرود، وأجريت العديد من الدراسات حول أدمغة الإنسان والقرد، لاكتشاف الفروق الفردية بين الاثنين، ووجدت تشابها كبيرا بينهما، بل أن هناك بعض الدراسات أثبتت تفوق قردة الشمبانزي على البشر في اختبارات الذاكرة.



وفي بحث جديد يكشف الكثير والكثير عن القدرات العجيبة لهذا المخلوق، توصل علماء فرنسيون إلى أن احدي مستعمرات القرود من نوع "ماكاك " تطبق فيما بينهم ديمقراطية راقية في علاقتهم، وأكد العلماء أن قواعد الديموقراطية قد عرفت أيضاً من قبل بعض المستعمرات الحيوانية وتحديداً مستعمرات القردة من نوع "ماكاك".



وأشار العلماء إلي أنه من الصعوبة البحث عن وجود برلمانات أو حكومات أو محاكم دستورية أو انتخابات منتظمة في المستعمرات الحيوانية، لأن هذه المؤسسات هي صناعة بشرية خالصة، تقوم علي تنظيم حياة المجتمع طبقاً لأسس ثابتة، ولكن من المدهش حقاً أن توجد حيوانات، تعيش هي الأخري في مجتمعات منظمة وراقية للغاية، حيث استخدمت ميكانيزم مكتسباً يقوم علي أساس اختيار حكومة الأكثرية.



وأوضح العلماء الفرنسيون التابعون للمركز القومي للبحوث العلمية، أنهم يرصدون ويحللون منذ عدة سنوات حياة القردة من نوع "ماكاك"، وهم قبل كل شيء قد حصروا بحوثهم علي مستعمرات القردة التي تعيش في الجزر الاندونيسية.



وتوصلوا في خلاصة هذه البحوث إلي أن مجتمع "الماكاك" يتفق فيما بينه علي تنفيذ أي عمل من الاعمال من خلال عملية استفتاء وانتخاب جماعي، فإذا حدثت مشكلة ما، فإن قيادة الجماعة تجتمع وتتخذ القرار لحل هذه المشكلة، وإذا كان لدي احد القردة ثمة رأي أو فكرة للحل، فإنه يقوم بطرح فكرته هذه علي الآخرين، ثم يخرج من الاجتماع، بانتظار الحل، لكن الحل الأخير يبقي محصورا بيد اللجنة أو المجلس القيادي.



والقردة التي تستحسن الفكرة أو المقترح، ولديها رغبة لتحقيق الحل المطروح، تعبر عن موافقتها من خلال الإشارة، وإذا حصل المقترح الأصلي علي أكثرية نصف الاعضاء، فإنه سيحظي بالموافقة، أما الأقلية البرلمانية، فإنها تخضع لإرادة الأكثرية من دون أي شروط، ويصبح القرار خاضعاً للتنفيذ، وأثناء تنفيذ هذا القرار، يجب علي الجميع احترام طبيعة القوانين السائدة في المستعمرة، فضلاً عن مشاركة الجميع في تنفيذه، ولا يستثني من ذلك الإناث أو الذكور أو حتي الصغار، ويجب علي هؤلاء جميعاً الالتزام بالقواعد الديموقراطية، لأنها تستخدم من قبل مجتمع المستعمرة الحيواني بصورة منتظمة ومستمرة.



أما بالنسبة للأنواع الاخري من القردة، فإن الهيئة القيادية تكون في العادة هيئة ذكورية، حيث تستبعد الإناث من أي دور قيادي، وهذا النظام الاجتماعي يمكن رؤيته بصورة جلية عند مجتمع الغوريلا.



ويعتبر الماكاك من أكثر أنواع القردة ذكاء وفطنة وقدرة علي التصرف الاجتماعي المنضبط، فضلاً عن سلوكه الطبيعي الهادئ والمؤدب.



ومن أبرز مميزات حياة الماكاك الاجتماعية، ذكاؤه المفرط، والذي يستخدمه في مجالات الصيد المختلفة، فهو يبتكر طرقاً غير معهودة للايقاع بفريسته، ويختار الأماكن التي لا يرتادها غيره للصيد، فضلاً عن سرقة الثمار والاطعمة من البيوت القريبة لمستعمراته، بل أنه يعتبر أمهر الحيوانات علي الاطلاق في سرقة حاجيات السياح وزوار المنطقة، حيث يقوم باختيار اللحظة المناسبة لنشل هذه الحاجيات من هؤلاء السياح، وطبعاً قبل تنفيذ العملية، يجري التخطيط لها من قبل مجموعة الحماية والتنفيذ، بحيث يشارك في العملية أكثر من قرد، وبعد الحصول علي هذه الحاجيات يقومون بتقسيمها فيما بينهم كغنيمة مشتركة.



وقد توصل خبراء سويديون إلى أدلة حاسمة تفيد بأن القردة تخطط مسبقاً من خلال استخدام خيالها والسيطرة على نفسها لتأمين مستقبلها، وبذلك تنجح القرود فيما قد يفشل فيه بعض بنى البشر في هذا المجال.



وأوضح ماثياس وهيلينا اوسفاث من جامعة لاند أن اكتشافاتهم هي الأولى التي تعطي دليلاً حاسماً عن قدرات التخطيط المتطورة لدى الأنواع غير البشرية.



وأجرى الباحثان 4 تجارب، راقبوا خلالها ما إذا كان الشمبانزي وقرد الأورانجوتان يستطيعان كبح الرغبة في الحصول على حاجات مستقبلية، وبالتالي إظهار سيطرة على النفس وقدرة على التخطيط ، بدلا من تلبية الحاجات غير المباشرة من خلال تصرفات متهورة.



وأشار الباحثان إلى أن تجاربهما أظهرت أن القردة العليا تخطط للمستقبل، وأضاف أن نتائج الدارسة تظهر قدرات خاصة بالانسان قد تطورت في وقت مسبق عند القرود أكثر مما كنا نظن.



وفي إطار الحديث عن السلوكيات المتشابهة بين البشر والقرود، أكد علماء أمريكيون أنه بإمكان القردة معرفة ما إذا كان المرء بخيلاً أو كريماً من خلال مراقبة تصرفاته أو تعامله مع الآخرين كما يفعل البشر تماماً.



وطلب باحثون من جامعة "جورج واشنطن" من متطوعين الوقوف أمام قردة شمبانزي والتظاهر بالكرم المُفرط مثل تقديم الطعام إلي الغير بسخاء أو الاندفاع لمساعدتهم علي القيام بأعمالهم، ثم طلبوا من متطوعين آخرين التصرف بأنانية وبشيء من الفظاظة مع نظرائهم من أجل معرفة رد فعلها في الحالتين.



وكشفت النتائج أنه عندما سمح للقردة الاختلاط بهؤلاء الناس فإن معظمهم اندفع نحو الأشخاص "الأسخياء" وليس "البخلاء".



وأشار الباحثون إلى أن هذه التجربة أثبتت أن قردة الشمبانزي بما تتمتع بمهارات اجتماعية بإمكانها التوصل إلي "أحكام صحيحة" حول تصرفات الناس وما إذا كانت لديهم الرغبة الحقيقية في مساعدة الآخرين أو لا.



ويعزز هذا البحث نتائج ما أثبته علماء أمريكيون من قبل حول الشمبانزي، مؤكدين أن هذا المخلوق هو أقرب الحيوانات إلى الانسان، وأن هذه الدراسة تقدم المزيد من الدعم للفرضية التي تقول إن الإنسان والشمبانزي من جنس واحد، لأنهما لا يشتركان فقط في الجينات المتشابهة للغاية، ولكنهما يشتركان في أوقات توالد متشابهة أيضاً.



ومن جانبه، أشار سوجين يي عالم الأحياء الذي قاد فريق البحث إلى أن معظم علماء الأحياء يعتقدوا أن الشمبانزي والإنسان كانا يشتركان في سلف واحد قبل حوالي 5 إلى 7 ملايين عام.



وأوضحت الدراسة أن الاختلاف في معدلات الارتقاء بين الإنسان والشمبانزي تجعلنا نعتقد أن صفات الجنس البشري مثل طول العمر، بدأت في الارتقاء منذ مليون عام فقط، وهي فترة قصيرة في تاريخ الارتقاء.



وأفادت الدراسة أنه بمرور الوقت قد تباطأ التطور الفردي للنوع الذي نشأ منه الإنسان، والتطور الفردي يفسر الوقت الذي يمر بين الجيل الواحد والذي يليه، وتباطؤه عند الإنسان أتاح له تطوير مخ كبير، كما أن دورة التطور الفردي عند الإنسان أبطأ بنسبة 3 % فقط عنها عند الشمبانزي، ولكنها 11 % أبطأ من الغوريلا.



ومن جهة أخرى، كشف علماء من جامعة "ديوك" الأمريكية أن أبحاثهم التي ترتكز على تحليل القدرات الدماغية للقردة، أظهرت نتائج مدهشة على صعيد قدرة تلك المخلوقات على إجراء عمليات الحساب الذهنية، والتي أتضح أنها تعادل تقريباً قدرات البشر.



وأوضح العلماء في تقرير لهم أن نتائج اختبار ذهني لجمع الأعداد أظهر تعادلاً في النتائج بين القردة وتلامذة المدارس الثانوية الذين خضعوا للاختبار نفسه.



واعتبر المشرفون على الدراسة أن أهميتها تكمن في إثباتها للمرة الأولى قدرة القردة على إجراء الحسابات الذهنية، علماً بأن العديد من الاختبارات السابقة كانت قد أكدت قدرتها على إجراء الحسابات العملية دون مصاعب.



وقالت إليزابيث برانون وجيسيكا كانتلون، وهما مختصتان بعلم الأعصاب في جامعة "ديوك،"، إن نتائج هذا البحث ستساعد على إضاءة جانب غير معروف من عملية نشوء وارتقاء الأجناس الحية، وقد يثبت أيضا وجود قدرة مشتركة سابقة للنشوء لدى مختلف المخلوقات، تسمح لها بإجراء عمليات الحساب الذهنية دون مشاكل.



أفاد باحثون بأن القرود العليا في مراتب الذكاء ستضيف أدلة جديدة لإثبات صحة نظرية النشوء والتطور الداروينية، حسب آخر ما كشف عنه العلماء.



وأشار الباحثون إلى أن قردة "اورنجتان" أو إنسان الغابة كما يسمى أحياناً، وهو نوع راق من أنواع القردة، هي حيوانات مدركة للتجارة بالفطرة، حتى وأن كانت تجارة بدائية.



وأوضح العلماء أن قردة تعيش في حديقة حيوانات في المانيا، دربت على مقايضة كوبونات أو بونات مقابل الطعام، أظهرت نوعاً من الذكاء البدائي في استخدامها، فقد لاحظ العلماء أن القردة التي اعطيت بعض تلك الكوبونات اعطتها لقردة اخرى ولكن بحسب كمية الطعام التي تحصل عليها مقابلها.



وخلص العلماء أنه عندما يدرك القرد أنه اعطى كوبونات أكثر من استحقاق الطعام الذي يحصل عليهه، يبدأ لاحقا في تقليص عدد الكوبونات التي يعطيها مقابل الحصول على طعام أكثر، وهذا يعني أنه بات يدرك اهميتها في الحصول على هذا الطعام بكميات محددة الحجم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق