الخميس، 27 سبتمبر 2012

آمال السعوديين تسجل نقلة نوعية.. من امتلاك سيارة عادية إلى فخمة

غزة - موقع حكايات

في زمان مضى، كان حلم امتلاك سيارة في أول أجندة أحلام الحالمين، بل وأهمها، مجاورا لحلم الزواج، وامتلاك منزل. لكن الحلم تغير مع الزمن، ولم يعد امتلاك سيارة أمرا مميزا، بل كبر الحلم وتحول التنافس إلى امتلاك سيارة فارهة، فخمة، تستطيع جذب الأنظار وإبراء غصة عشاق التميز والسرعة والفخامة.

وفيما كانت رؤية سيارة فخمة تمر في أحد الشوارع أمرا لافتا، أصبحت مع مرور الوقت أمرا عاديا، إذ يكاد لا يخلو أي شارع سعودي من السيارات الفارهة بمختلف أنواعها وأشكالها.



السعوديون عامة، رجالا ونساء، أصبحوا يحرصون على امتلاك سيارات فارهة ترضي طموحاتهم وأذواقهم المتفاوتة في نوعيتها بين الرجال والنساء، ففي معرض سيارات «لكزس» في جدة، كان علي السعدي يقلب وزوجته النظر في إحدى السيارات المعروضة في الصالة، ليؤكد «أنه منذ نحو عام قرر أن يشتري هذه السيارة، ولكنه ظل يرتب أوراقه المادية لكي يشتريها». ويضيف: «منذ زمن وأنا أحلم بامتلاك هذه السيارة، واليوم بعد أن رتبت كل أموري جئت لأري زوجتي السيارة، وسننهي إجراءاتها خلال اليومين المقبلين، وأحقق الحلم الذي حلمت به».



في حين يعتبر صالح المحمد، صاحب أحد معارض السيارات الشهيرة في جدة، «أن شراء السيارات الفخمة، وحتى أحيانا الشبابية الفخمة، لم يعد مقتصرا على الشباب، بل هناك رجال كبار يأتون لشراء هذه السيارات»، يؤكد المحمد «أن مبيعات السيارات الفخمة بأنواعها، الرياضية أو المعروفة بالفخامة، مرتفعة»، موضحا «أن هناك الكثيرين من أصحاب الدخل المحدود والبسيط يحرصون أو يصرون أيضا على شراء سيارات فخمة مهما كان الثمن». ويستطرد المحمد قائلا: «بعض الأشخاص يقترضون لشراء سيارة فخمة، لأن الأمر لم يعد فقط وسيلة مواصلات، بل أصبحت السيارات تعكس نوع أو شخصية قائدها».



ذلك حال معظم عشاق السيارات الفخمة، الأمر الذي يدفع الكثيرين منهم إلى التوجه نحو فندق «هيلتون جدة»، الذي يحتضن معرض السيارات الفاخرة في نسخته الرابعة، وانطلق أمس ويستمر إلى الغد، بمشاركة 20 شركة مصنعة لأفضل السيارات في العالم، تعرض فيه نخبة مميزة من السيارات الرياضية عالية الأداء التي تعرض لأول مرة في الشرق الأوسط.



ويتوقع في هذا المعرض الكثير من المفاجآت، حيث تقدم كبريات الشركات المصنعة للسيارات الفاخرة في العالم مجموعة من الطرازات الجديدة، كما سيشهد الزوار أسرع وأقوى سيارة في العالم، يصل سعرها إلى 9 ملايين ريال (2.4 مليون دولار).



إلى ذلك يوضح عبد الله الشماسي، الرئيس التنفيذي لـ«إكسس»، الشركة المنظمة للمعرض، أن إطلاق المعرض يأتي استجابة حقيقية لمتطلبات السوق في المنطقة، وللاتجاه التصاعدي على طلب السيارات الفاخرة، الذي ينمو بشكل سريع. ويؤكد الشماسي أن «مبيعات السيارات الفاخرة في السعودية لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، وهذا لما يتمتع به الاقتصاد السعودي من قوة»، مبينا أن «مشاركة جميع السيارات الفاخرة في معرض (إكسس) تأتي ترجمة لمتطلبات هذه الفئة ولأسلوب العرض المميز الذي تتبعته (إكسس)».



ويقول الشماسي إن دافع إقامة هذا المعرض هو الرغبات الكبيرة لدى الناس للوقوف على أنواع السيارات الفاخرة، ويقول: «وضعنا دراسة لواقع سوق السيارات بالمملكة خلال العشر سنوات الماضية، ومن هذه الدراسة تبين لنا أهمية وجود معرض متخصص للسيارات الفاخرة يوازي مكانة السوق السعودية، وكانت التجربة الأولى معرض عام 2007 بمدينة الرياض. وكانت بداية النجاح، مما زادنا إصرارا على مواصلة النجاح، وهذا ما تحقق بفضل الله عام 2008 وعام 2009.



وعن مبيعات السيارات في السعودية يفيد الشماسي بأن السوق السعودية هي الأكبر بالمنطقة، حيث يبلغ إجمالي مبيعات السيارات في المملكة 50 في المائة من إجمالي المبيعات بمنطقة الخليج العربي، كما تصل مبيعات السيارات الفاخرة في السعودية إلى 60 في المائة من حجم السيارات المباعة.



ويضيف: «وهذا هو الدافع الأكبر لتبني فكرة وجود معرض دولي متخصص للسيارات الفاخرة يوازي حجم سوق السيارات بالمملكة، حيث يبلغ حجم سوق السيارات الإجمالي بالسعودية بالإضافة إلى قطع الغيار، 30 مليار ريال (8 مليارات دولار)، مما يعطي مؤشرا على أن الكثير من مصنعي السيارات حول العالم يستهدف السوق الأبرز في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ومنطقة الخليج بشكل خاص».



ويستطرد: «يبلغ إجمالي مبيعات السيارات بالسعودية 500 ألف وحدة خلال عام 2009، مما يدفع الكثير من الماركات البارزة في العالم للاستحواذ على نسبة أكبر من السوق، خاصة أن اقتصاد المملكة ظل ثابتا في مواجهة الأزمة العالمية ولم تتأثر مبيعات السيارات بالمملكة إلا قليلا».



وبحكم كون السوق السعودية الأكبر في المنطقة، وعدم وجود مصانع للسيارات بالسعودية، يوضح الشماسي أن «هناك الكثير من الدراسات لإيجاد مصنع للسيارات في المملكة، ولكن حتى الآن لم تر النور، على الرغم من التسهيلات الممنوحة من قبل الجهات المختصة لإيجاد أرضية مناسبة لمصنع للسيارات توازي مكانة السوق السعودية».



ويضيف: «نتوقع أن هناك مصنعا للسيارات قريبا سيعلن عنه، وعلى الرغم من وجود هذه الصناعة بالسعودية منذ عقود، فإنها مقتصرة على تجميع لسيارات النقل الثقيل والمعدات، ولإلقاء نظرة على مصانع السيارات الموجودة بإيران ومصر وسورية فسنجد أنها مصانع محلية اعتمدت على تجميع السيارات، ونأمل أن تصبح الصناعة السعودية صناعة مستقلة على معايير عالمية».



يذكر أن هناك أكثر من 20 شركة تعرض سياراتها في المعرض، بقيمة تتجاوز عشرات الملايين من الريالات، بالإضافة إلى الكثير من الشركات المتخصصة التي تعرض منتجاتها وهي تستهدف شريحة مميزة من المجتمع.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق