السبت، 29 سبتمبر 2012

معرض السيارات الكلاسيكية يجمع سيارات الرؤساء والسياسيين اللبنانيين

غزة - موقع حكايات

في أسواق بيروت التي كانت نبض عصر لبنان الذهبي قبل أن تعصف بها الحرب الأهلية، ستتوقف سيارات ذاك الزمن التي لا تزال صامدة منذ ما يقارب التسعين عاما في معرض «السيارات الكلاسيكية» الذي تنظمه شركة «Events productions» ابتداء من 8 يوليو (تموز) المقبل. أكثر من 50 سيارة من الطراز النادر التي تعود إلى الفترة الممتدة بين العشرينات والسبعينات من القرن الماضي ستشارك في هذا المعرض الاستثنائي، وأهمها تلك التي كان يملكها سياسيون لبنانيون ورؤساء جمهورية أمثال فؤاد شهاب وكميل شمعون وبشير الجميل والشيخ بطرس الخوري، الشخصية السياسية الاقتصادية المعروفة وسيارة النائبة السابقة ميرنا بستاني، أول سيدة لبنانية دخلت البرلمان اللبناني، إضافة إلى سيارة النائب الحالي في البرلمان اللبناني أنور الخليل وهي من نوع «Rolls Roys phantom» موديل عام 1961 التي كانت بمثابة «سيارة أعراس» آل الخليل، وهناك سيارات قيمة عدة، إحداها من نوع Ford A من الثلاثينات، وأخرى من طراز MGA المكشوفة من الخمسينات وسيارة Chevrolet من عشرينات العصر الماضي، وستكون كلها محط أنظار اللبنانيين لمدة 3 أسابيع.



مع العلم أن بعض هذه السيارات لا تزال في كنف عائلة أصحابها الأساسيين وبعضها الآخر انتقلت إلى عائلات أخرى إما من خلال شرائها أو من خلال الحصول عليها كهدية، أما السيارات الأخرى فهي أيضا تعود إلى الحقبة نفسها ويملكها لبنانيون جمعتهم هواية الاحتفاظ بالسيارات القديمة. وفي حين أن هوية المعرض الأساسية هي عرض السيارات التي تعود إلى ما بين عام 1920 و1975، فإن الخرق الإيجابي سيتمثل من خلال وجود سيارة رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل على اعتبار أنها تعود إلى ما بعد هذا العام، إلا أن لمشاركتها قيمة معنوية إلى جانب رؤساء سابقين.



وتشرح رلى دويدي المشرفة على هذا الحدث من شركة «events production»، لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «ترتكز أهم المشاريع والمعارض التي ننظمها على تراث لبنان وتاريخه، وهذا المعرض ليس إلا واحدا من الأعمال التي نقوم وسنقوم بها في المستقبل. أما الهدف الأساسي منه فهو الإضاءة على حقبة ذهبية من تاريخ لبنان من خلال السيارات بالدرجة الأولى لا سيما أن مالكيها يحتفظون بها في أماكن بعيدة عن العين لا يتسنى للناس مشاهدتها، كذلك سيكون لصور أصحابها خلال قيادتهم لها برفقة عائلاتهم، ولا سيما منها رؤساء جمهورية لبنان، حضور على جدران المعرض بعدما حصلنا عليها من أصحابها وعمدنا إلى تحسينها فنيا، إضافة إلى بطاقات بريدية بما تضم من صور تعود إلى مدن ومناطق لبنانية في ذاك العصر. ولتكون صورة ذاك العصر كاملة فسنعمد أيضا إلى إغناء المعرض بمقتنيات نادرة قديمة ذات قيمة مهمة مثل الآلات الموسيقية إضافة إلى تلفزيونات وصور لساحة الشهداء وأجوائها في تلك المرحلة من تاريخ لبنان.



وعن كيفية جمع هذه السيارات والمقتنيات تلفت دويدي إلى أن الأمر لم يكن سهلا، لا سيما لجهة سيارات الرؤساء والسياسيين ومعرفة مكان وجودها والاتفاق مع أصحابها لعرضها، إضافة طبعا إلى الحصول على صور لهم داخل سياراتهم.



نقولا أبي نصر هو أحد اللبنانيين الذين يملكون إحدى سيارات المعرض وهي سيارة رئيس الجمهورية السابق الأمير فؤاد شهاب. وعن كيفية حصوله عليها يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كانت تربط عائلتنا وعائلة الرئيس شهاب علاقة صداقة منذ زمن طويل حتى قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية، وبعد وفاته استمرت هذه العلاقة وكنا من أكثر الأشخاص الذين ظلوا بجانب زوجته السيدة روز، لا سيما أنها كانت بعيدة عن عائلتها الفرنسية وليس لديها أولاد، وقبل وفاتها بفترة قصيرة أي قبل نحو 20 سنة تقريبا، منحتني السيارة كهدية، وهي من نوع Chevrolet impala كحلية اللون موديل عام 1963 وكانت مسجلة باسم «فخامة رئيس الجمهورية الأمير فؤاد شهاب» وتحمل الرقم 298 قبل أن أسجلها باسمي. ومنذ ذلك الحين وأنا أهتم بها وأحرص على صيانتها من وقت إلى آخر. ويضيف «بالنسبة لي هذه السيارة ليست كأي سيارة بل هي قيمة تراثية أحتفظ بها في منطقة غزير ولا أستعملها إلا نادرا».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق