السبت، 29 سبتمبر 2012

«جاغوار» و«لاند روفر» تستعدان لتطوير نماذج كهربائية ونسخ هجينة

غزة - موقع حكايات

في إطار مساعيها لتحقيق أرباح بقيمة مليار دولار خلال العام المالي الحالي من مبيعات سياراتها «جاغوار» و«لاند روفر» - اللتين لم تشهدا رواجا كبيرا خلال ثلاث سنوات من شرائهما من شركة «فورد» - استثمرت شركة «تاتا»، أكبر مصنع للسيارات في الهند، أموالا طائلة في أبحاث لتطوير علامتي «جاغوار» و«لاند روفر» بحلتيهما الجديدتين. ويتوقع أن تنفق الشركة خلال العام الحالي نحو مليار جنيه استرليني على عمليات تصميم النماذج الجديدة وأعمال الهندسة وتصميم المنشآت، وهو ما يقارب 10 إلى 11 في المائة من العائدات السنوية للعلامتين التجاريتين.



تعد السياسة الجديدة تحولا ملحوظا في نهج الشركة التي كانت تعاني من ضعف المبيعات قبل عامين، عندما استحوذت عليها «تاتا موتورز».



في إطار تنفيذ هذه الخطة أدرجت أربعة طرازات على الأقل من إنتاج «جاغوار» تشمل سيارة رياضية صغيرة وسيارة عائلية والسيارة سيدان «إنتري ليفل» وسيارات «كروس أوفر»، إضافة إلى انكباب مهندسي الشركة على تصميم سيارة كهربائية تدعى C-X75 قادرة على السير مسافة 900 كيلومتر بشحنة واحدة وتصل سرعتها القصوى إلى 320 كلم/ساعة.



أما «لاند روفر» المتخصصة في إنتاج المركبات متعددة الأغراض الرياضية فتطور نماذج ستحقق رواجا كبيرا في الأسواق خلال العام الحالي وعامي 2012 و2013. ستشمل التطويرات الجديدة خط الإنتاج الحالي إضافة إلى بدائل هجينة. كما ستستفيد «لاند روفر» من تكنولوجيا المحركات الهجينة التي طورتها كلتا العلامتين التجاريتين.



إلى جانب ذلك، تحاول «لاند روفر» تطوير مركبة مدرعة مخصصة للقوات المسلحة في مختلف دول العالم، إلى جانب الهند. ولتلبية متطلبات الانبعاثات الغازية الصارمة في الدول الغربية ابتداء من عام 2012، كان لزاما على الشركة إنفاق المزيد من الأموال على عمليات البحث والتطوير لكي تتوافق محركاتها مع هذه الأعراف.



وبات بمقدور الشركتين في الوقت الراهن تحقيق الاكتفاء الذاتي من التمويل، وهو ما سمح لـ«تاتا موتورز» بتسديد ديونها، وخفض نسبة الدين إلى حقوق الملكية إلى 0.8 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2010.



ولعل أهم الاستراتيجيات التي ساعدت «تاتا موتورز» على تطور «جاغوار - لاند روفر» كان إنفاقها 200 مليون جنيه استرليني لإنشاء نظام بيئي تقني مستقل للشركة.



وفي تطور آخر دخلت شركة «جاغوار - لاند روفر» في شراكة مع شركة «داسو سيستمز» الفرنسية المتخصصة في التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد. وقد ساعدت الأخيرة الشركة في تطوير منتجاتها وفي عمليات الإدارة. وينص الاتفاق على استخدام أدوات التطوير والمحاكاة الثلاثية الأبعاد، الرقمية والمتقدمة، في عمليات تطوير منتج «جاغوار - لاند روفر»، الأمر الذي سيمكن الشركة من تسريع طرح المنتجات الجديدة.



وما يلفت الانتباه هو أن الشركة تستعين بنحو 100 مهندس من شركات تصنيع السيارات في ديترويت متخصصين في حقل التكنولوجيا – وهي لشركات «جنرال موتورز» و«كرايسلر» و«فورد» – بعد أن تم تسريحهم من أعمالهم خلال فترة الكساد التي شهدتها سوق السيارات عام 2008.



وتتولى «تاتا تكنولوجيز» عملية إنتاج جزء كبير من العمل التقني لصالح «جاغوار - لاند روفر» وما يقرب من 65 في المائة من تكنولوجيا سيارة «تاتا نانو»، أصغر سيارة في العالم.



قصة التحول الذي تمر به شركة «جاغوار - لاند روفر» قد تصح لأن تكون نموذجا للشركات الأخرى لصناعة السيارات، فالاستعانة بالخبراء والاعتماد على التكنولوجيا يمكن أن يطيل فترة اعتماد الشركات على التكنولوجيا في جميع قطاعاتها.



ومن المتوقع أن تقرر شركة «جاغوار - لاند روفر» صنع سياراتها في كل من الهند والصين.



وتقوم الشركة بتجميع سيارة «لاند روفر» الرياضية الفارهة؛ «فريلاندر» في الهند على أمل تحقيق أرباح ضخمة والاستفادة من الضرائب المخفضة في الهند. كما تخطط «تاتا»، كبرى شركات السيارات في الهند، لإنتاج 2000 وحدة من سيارة «فريلاندر» سنويا في مصنع شيخلي في مدينة بوني غرب الهند الذي كان مملوكا في السابق من شركة «مرسيدس». وستقوم الشركة بتجميع الوحدات المستوردة من «جاغوار» و«لاند روفر» المصنعة في المملكة المتحدة.



وقد أعلن المدير التنفيذي والإداري لشركة «تاتا موتورز»، كارل بيتر فوستر، خلال وجوده في معرض جنيف لهذا العام، أن «هناك إمكانيات هائلة في السوق الهندية وأن الشركة قررت بعد طرح «جاغوار - لاند روفر» في السوق لأكثر من عام، تجميع سياراتها في الهند، وسوف تبدأ عملية التجميع هذا العام حيث ستنتج كل البدائل المتاحة من السيارة فريلاندر».



وردا على المخاوف بأن تشجع خطوة «فريلاندر» الشركة على بناء نماذجها الأخرى في الهند، ردت المتحدثة باسم الشركة بأنه لا يوجد أي تهديد للوظائف في المملكة المتحدة. حيث يتوقع أن يبدأ إنتاج سيارة «رانج روفر - إيفوكيو» القادمة في هالوود أواخر العام المقبل، كما يتوقع أن يؤدي التعاون مع «داسو» على تسريع تطوير المنتج إلى توفير المئات من فرص الوظائف الجديدة. كما أكدت المتحدثة أيضا على خطط إقامة منشأة في الصين اعتمادا على الطلب المتزايد هناك، فقالت إن مصنع الهند سيبدأ في إنتاج سيارات «فريلاندر» خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويتوقع أن يبدأ المصنع في وقت لاحق في صناعة نماذج أخرى جديدة في مصانع «جاغوار» و«لاند روفر».



وتشير التقارير إلى أن «تاتا موتورز» تجري محادثات مع «غريت وول موتورز»، ومقرها هيبي، من أجل إقامة شراكة مستقبلية، حيث تقوم الشركات المنافسة مثل «بي إم دبليو» و«أودي» بتجميع سياراتهما بالفعل في الصين، وهو ما أسهم في جني «أودي» لعائدات ضخمة بعد انتهاجها استراتيجية طويلة الأمد للدخول إلى السوق الصينية.



وعلى الرغم من كون شركة «غريت وول» لاعبا صغيرا في الصين لا تزيد مبيعاتها على نحو الـ400 ألف سيارة، فإنها تعتبر أضخم منتج للسيارات الرياضية متعددة الأغراض وهو ما يتفق والخطوة التي تنوي انتهاجها علامات «لاند روفر» و«رانج روفر» في البلاد.



ويؤكد المديرون التنفيذيون في الشركة أن تجميع السيارات في الصين والهند لن يؤثر على الوظائف في المملكة المتحدة. ويوضح أحدهم: «نحن ننفق مليار دولار سنويا على عمليات الإنتاج والهندسة ومنشآت التصميم، وإجمالا سوف نوفر 2500 وظيفة إضافية، مع التوقعات بأن نصل إلى آلاف الوظائف».



وقد تكون الاستعانة بقطع السيارات الأكثر وفرا من ناحية السعر أفضل وسيلة لتحقيق المنتجات رخيصة السعر مثل سيارة «جاغوار - إكس جيه» الجديدة والأرباح الجديدة التي حققتها «جاغوار - لاند روفر».



وتستهدف «تاتا موتورز» زيادة حجم أجزاء السيارات المصنعة في الهند لكي تبلغ الـ 30 في المائة في فترة قريبة، مما سيخفض تكلفة الإنتاج بصورة واضحة لأن هذه الأجزاء أرخص بنسبة 30 إلى 40 في المائة عن تلك المصنعة في الغرب.



وقد يكون قرار زيادة الاستعانة بأجزاء السيارات المصنعة محليا مرتبطا بفكرة زيادة الإنتاج في منشآت التصنيع في المملكة المتحدة إلى 300000 وحدة سنويا بغية تخطي حاجز الـ270 ألف وحدة المنتج حاليا.



ويقول المدير المالي لشركة «تاتا موتورز»، سي آر راماكريشنان: «ربما ينبغي علينا أن نقوم بذلك (الوصول إلى ما يزيد عن 300000 وحدة سنويا)، فنحن لم نتخذ القرار بعد، ولكننا سنشهد هذا التطور».



وعرضت «تاتا» في معرض جنيف للسيارات فكرة سيارة تكون بنفس حجم سيارة «تاتا» المنخفضة التكاليف (طراز نانو) والتي يبلغ طولها ثلاثة أمتار ولكنها مصممة بحيث توفر مساحة داخلية أكبر. وسوف تنتج شركة صناعة السيارات الهندية هذه السيارة في الهند على أن تطرحها في السوق الأوروبية بحلول العام 2013.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق