السبت، 29 سبتمبر 2012

استعراضات «التشفيط» في لبنان.. بطولة عربية

غزة - موقع حكايات

لم يعد التشفيط بالسيارة رياضة فردية يقوم بها اللبناني على الطرقات العامة ليبرهن للمارة أو لسائقي السيارات من حوله أنه بارع في التحكم في قيادته لمركبته أكثر من غيره ومتسببا بضجة هائلة تزعج الآخرين الذين يصابون بعصبية بالغة عند سماعهم إياها. فلقد استطاع اللبنانيان عبدو فغالي وألبرتو شحّود تنظيم هذه الهواية التي يمارسها عدد كبير من الشباب اللبناني من خلال مسابقة رسمية تقام سنويا تحت عنوان «البطولة العربية للتشفيط» ويشارك فيها الراغبون في ممارسة هذا النوع من رياضة السيارات التي تدخل في فئة فنون الانجراف وتسمح لهم أن يقوموا بها ضمن معايير عالمية تحافظ على سلامتهم فتكون المساحة الأفضل لممارستها تحت عنوان «ريد بل كار بارك دريفت» والممولة من «ريد بل» نفسها وشركة سيارات «شيفروليه».



انطلقت هذه المسابقة في لبنان عام 2008 وكانت تقام على الصعيد المحلي وابتداء من العام الماضي أصبحت شرق أوسطية يشارك فيها عدد من الدول العربية بينها دول مجلس التعاون الخليجي والأردن وسوريا وإيران إضافة إلى مصر ولبنان. ويقول ألبرتو شحّود المدير الإعلامي الإقليمي لشركة ريد بل في الشرق الأوسط وأفريقيا لـ«الشرق الأوسط»: «نختار المتسابقين من المحافظات اللبنانية كافة بحيث نقوم بعدها بتصفيات نهائية نختار على أساسها أفضل ثلاثة منهم الذين يشاركون في اليوم الحدث أي في 22 يوليو (تموز) في موقف السيارات التابع للفوروم دي بيروت ويبلغ طول المسافة التي عليهم اجتيازها 1300 متر».



أما عدد المشاركين في هذه المباراة ككل فهو 15 ثلاثة منهم لبنانيون كونه البلد المضيف فيما يتم اختيار متبار واحد فقط من البلدان المتبقية باستثناء السعودية التي تشارك مع ثلاثة متبارين أيضا فيخوضون المباراة بسياراتهم الخاصة محاولا كل واحد منهم أن يزوّدها بما يجعلها تتفوق على الأخرى سواء من حيث الشكل أو تضخيم العادم أو ثبات الإطارات والتي تلعب دورا أساسيا في فن الانجراف المرتكز عليها.



ويؤكد شحود أنه لا أعمار محددة للمشتركين ولكن طبعا يجب أن يكونوا حائزين على رخصة قيادة من بلدهم ويقوموا بنوع من الاستعراض في طريقة الانجراف أو التشفيط كما نسميها في لبنان فيستديرون بسرعة لا تتجاوز الـ50 كلم في الساعة ويقومون بها على شكل 8 والتخميس والكعكة أو دوناتس كما يسمونها عالميا وكذلك في فئة التعرج أو السلالوم وتعطى النقاط على الشكل التالي: 70 في المائة من العلامة تعود لتقنيات الانجراف و10 في المائة لتفاعل الجمهور وتصفيقه و10 في المائة لشكل السيارة و10 في المائة لدخان الإطارات وهدير المحرّك. ويضيف ألبرتو شحود: «هناك لجنة مؤلفة من خمسة خبراء سيارات وأبطال رالي من لبنان والعالم العربي يشاركون في لجنة الحكم كما أن هناك مشرفين على أصول المسابقة ومعايير السلامة العامة بحيث يتأكدون من وضع الحواجز المائية على طول طريق السباق وبالتالي من وضع حزام الأمان للمتبارين وما شابهها لتتم المباراة بسلام. أما الرابح فيحصل على لقب (ملك التشفيط) وكأس المباراة إضافة إلى مبلغ من المال».



وكما هو معروف فالتشفيط يتطلّب مهارة في التحكم والسيطرة على السيارة على المنعطفات بحيث يتم قيادتها بالعرض وليس بخط مستقيم وتشمل هذه الحركة تضافرا تاما ما بين المقود والإطارات مع فرامل اليد ودوّاسة الديبرياج لتأمين أفضل زاوية فتكون روح التحدي عالية لدى السائق وهي تشبه إلى حدّ ما رياضة الرالي والفورمولا وان.



ويتألّف المتبارون عادة من غالبية ذكورية وقلّة من الإناث اللاتي لا يقبلن بعد بأعداد كبيرة على هذا النوع من السباقات كما يؤكد ألبرتو شحود مشيرا إلى أنه شخصيا يعتبر النساء يتمتعن بمهارات عالية في هذا السياق مما يخولهن منافسة الرجل بسهولة وهو يدعوهن للمشاركة في «ريد بل كار بارك دريفت» لهذا العام.



ويؤكد شحّود أن الهدف من إقامة هذه المباراة يصب في تنظيم هذه الهواية التي يحب الكثير من الشباب ممارستها ولا يجدون سوى الطرقات العامة كمتنفس لها فيغامرون بحياتهم وحياة سائقي السيارات الأخرى الموجودة على نفس الطرقات الأمر الذي دفعه مع بطل الرالي عبدو فغالي لتخصيص مكان آمن لهؤلاء الشباب للقيام بها على رسلهم دون التسبب في إزعاج أحد. أما الحشود التي تتابع هذه المباراة فتفوق العشرين ألف شخص كل عام لأن مشاهدتها تحمل الكثير من التشويق والحماس لهم وهي مجانية.



ولكن ما هو الشعور الذي ينتاب هاوي التشفيط؟ يقول ألبرتو شحّود: «إنها كأي رياضة أخرى تتسم بالتحدّي ولعل الضجيج والدخان المتصاعد من السيارة أثناء التشفيط يزوّد صاحبها بالقوة والحماس وتكون بمثابة فشّة خلق للهاوي فيفرّغ من خلال هذه الرياضة كل القلق والتوتر اللذين يسكنانه الأمر الذي يزوده بطاقة هائلة وبراحة نفسية كبيرة».



أما الأشخاص الذين يرغبون في المشاركة في هذه المباراة ولا يعرفون أصول هذه الرياضة فيمكنهم أن يتلقوا دروسا خاصة على يد بطل الرالي اللبناني عبدو فغالي المشارك أيضا في عضوية لجنة الحكم الخاصة بالمباراة.



وفي الماضي كانت رياضة التشفيط تجري في لبنان بشكل خجول ضمن استعراضات مناطقية فيتجمّع عدد من هواتها في ساحة معينة ويأخذون في التباري فيما بينهم لاختيار الأفضل وحتى الآن ما زال هواة فن الانجراف على الدراجات النارية يمارسون رياضتهم بعد ظهر كل أحد على مدخل منطقة الأشرفية من ناحية الفوروم دي بيروت فيتبارون على تسييرها على إطار واحد أو يقوم سائقها بألعاب بهلوانية من على كرسي القيادة وقوفا أو جلوسا أو بشكل القرفصاء مما يسترعي انتباه المارة وسائقي السيارات الذين لا يتوانون عن إيقاف سياراتهم لمتابعتهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق