الجمعة، 28 سبتمبر 2012

رواج السيارات المتوسطة الحجم في الهند

غزة - موقع حكايات

تشهد سوق السيارات في الهند وضعا متميزا في الوقت الحالي، فلم يتزايد الطلب على السيارات الصغيرة والقليلة التكلفة وحدها بل تخطاها إلى السيارات متوسطة الحجم التي تشهد رواجا في سوق السيارات الهندية. وقد شهدت سوق السيارات النشطة قفزة جديدة في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حيث ازدياد إقبال العملاء على شراء المزيد والمزيد من السيارات والدراجات النارية. فأعلنت شركات صناعة السيارات والدراجات النارية في الهند - مورارتي وهيونداي وفورد وهيرو وهوندا - عن تحقيقها أفضل نسبة مبيعات شهرية على الإطلاق، حيث تخطت شركة «موراتي» حاجز 100.000 وحدة للمرة الأولى في تاريخها.

ومن المنتظر أن تتراجع سيطرة سيارات «sub - Rs»، التي باعت مليون سيارة في الهند، ويتوقع أن تشهد سوق السيارات الهندية خلال العامين المقبلين مجموعة مختلفة ومتنوعة من الموديلات والماركات. ومع تحسن الاقتصاد وتزايد القوة الشرائية يسرع مصنعو السيارات الخطى للحصول على قدر أكبر من السوق.



وخلال الفترة بين مارس (آذار) 2010 وبداية عام 2012، يتوقع أن توجد 30 سيارة جديدة أو ماركات قائمة يتوقع أن تطرح في الأسواق. والسيارة «sub - Rs»، ذات المليون وحدة مليئة بالخيارات، حيث تشمل السيارات المدمجة والسيدان، والصالون، التي تشهد حالة من التوسع، مع أغلب مصنعي السيارات الذين يعملون على إنتاج سيارات تضم خيارات تلائم كل الدخول والأذواق.



وقد شهدت سوق المليون سيارة الهندية خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى سبتمبر (أيلول) 2010 نموا يتجاوز 33.4 في المائة، بحسب جمعية مصنعي السيارات الهندية. حيث ارتفعت معدلات مبيعات الوحدات الهاتشباك - التي تشكل أغلب إنتاج مصنعي السيارات في الهند - نحو 32 في المائة، وهو ما يشكل فرصة مثالية لشركات السيارات الجديدة الراغبة في خفض النفقات عبر زيادة المحلية وبرامج خفض الإنفاق واجتذاب العميل بصورة فاعلة وتعزيز العلامات التجارية للشركات والتميز عبر تقديم خبرة عميل متميزة.



ويقول سانديب سنغ، نائب مدير التسويق في شركة «تويوتا كيرلوسكار موتورز»: «مع تنامي شريحة الطبقة الوسطى يتزايد الطلب على الفئات A وB من السيارات. وفي قطاع السيارات الهاتشباك ارتفعت نسبة المشترين للمرة الأولى بنسبة 30 في المائة وفي فئة السيارات السيدان ارتفعت نسبة المشترين للمرة الأولى 25 في المائة. ونسعى إلى إدخال الفئة B مع سيارات إتيوس سيدان، ثم الهاتشباك في مرحلة تالية في نفس خط الإنتاج. المنافسة شديدة للغاية ومن المتوقع أن يتم تدشين إتيوس بأسعار تتراوح بين 450.000 و750.000 روبية».



من ناحية أخرى شهدت سوق السيارات المتوسطة الحجم ارتفاعا بلغ 14 في المائة في الفترة بين عامي 2009 - 2010 خلال عام حتى قبل انتعاش السوق من الركود الاقتصادي الذي أصابها. وقد زادت مبيعات السيارات الصغيرة بنسبة ملحوظة بلغت 27 في المائة خلال الفترة ذاتها، وهو ما يعيد التأكيد على مصدر الارتفاع في نسبة النمو التي يشهدها الاقتصاد الهندي.



ومن المتوقع أن تطرح «تويوتا» سياراتها الصغيرة في ديسمبر (كانون الأول)، وتتطلع «هوندا» إلى إطلاق سيارتها الصغيرة في بداية عام 2010، ويليها بعد ذلك في منتصف العام سيارة «هيونداي» الصغيرة. وتتطلع «شيفروليه» إلى طرح سيارتها «Sail» التي يتوقع أن تنافس سيارة «ماروتي سوزوكي ديزاير»، وسيارة «تاتا موتورز مانزا». من ناحية أخرى تفكر شركة «ميهاندرا آند ميهاندرا» إلى تدشين سيارتها الصغيرة «إكسيلو» العام المقبل، لكنها تفكر في طرح سيارتها «لوغان» التي أدخلت عليها مزيدا من التعديلات العام الحالي.



ويقول كي كومار، بشركة «ديلويتي إنديا»: «السوق مزدحمة على نحو استثنائي، على الرغم من هيمنة السيارات الصغيرة على السوق. ويبدي كل المصنعين رغبة في الحصول على نصيب منها. بيد أن كبار المصنعين لا يزالون على النصيب الأكبر في مبيعات السيارات، لكن ذلك قد يتغير خلال العامين المقبلين مع توسع أعمال التصنيع لشركتين صغيرتين. وإمكانية طرح نماذج تناسب كل الدخول».



وتراهن شركة «هوندا سيل كارز إنديا»، التي لم تصادف مبيعات سيارتها «جاز» حظوظا طيبة خلال الفترة من أبريل (نيسان) وحتى سبتمبر (أيلول)، على سيارتها الصغيرة الجديدة.



ويقول جانينسوار سن، نائب رئيس قسم التسويق في شركة «هوندا سيل كارز إنديا»: «نطاق نموذج السيارة صغير للغاية، ونتطلع العام المقبل إلى إطلاق سيارة جديدة بسعر أقل من 500.000 روبية. ونتيجة لأن السيارات الهاتشباك تشكل نسبة 80 في المائة من مبيعات السيارات في الهند سيكون هناك العديد من السيارات، وقد أعددنا خططا لذلك. إضافة إلى ذلك تتطلع الشركة إلى إنتاج سيارات ديزل مختلفة لكن ذلك سيتطلب بعض الوقت».



وعندما سئل عما إذا كان لدخول العديد من السيارات والزيادة المتوقعة في السعة الإنتاجية أن يضع مزيدا من الضغوط على مصنعي السيارات للتوسع في عمليات الإنتاج أكثر من الحاجة والتمسك بسعر منخفض بسبب المنافسة المكثفة؟ أجاب كاري سليم، المدير التنفيذي لشركة «جنرال موتورز إنديا»: «بطبيعة الحال لا، فمع تحسن الاقتصاد تنمو السوق وسيتوفر للجميع الحرية للعمل، شريطة أن يعمل مصنعو السيارات على اجتذاب العملاء بمنتجات جذابة وخدمة بأسعار تنافسية».



ويقول مايانك باريك، المدير التنفيذي لعمليات التسويق والمبيعات في شركة «ماروتي سوزوكي»: «نحن الآن نتعامل مع عملاء شباب لا يسعون بشدة إلى اقتناء سيارات وفقط بل إلى استبدالها أيضا. حيث يتملك هؤلاء الشباب الرغبة في الإنفاق على المنتجات الجديدة والرغبة في التجربة إلى حد بعيد».



وتسعى شركة «فولكسفاغن إنديا»، التي تبيع سيارتين ضخمتين في السوق الهندية، «فولكس فاغن بولو» وطرحت مؤخرا سيارة «فولكس فاغن فنتو»، بجدية إلى الحصول على نصيب من السوق الهندية.



ويقول نيراج غارغ، عضو مجلس إدارة ومدير قطاع حافلات الركاب في شركة «فولكسفاغن غروب سيلز إنديا»: «معدل امتلاك السيارات في الهند يقل عن 10 - 12 سيارة لكل 1.000 شخص وهو ما يعتبر منخفضا للغاية مقارنة بالدول المجاورة مثل سيريلانكا وتايلاند وماليزيا. ومع زيادة قوة الشراء يتوقع أن تزداد معدلات امتلاك السيارات بصورة ملحوظة لتكون على اتساق مع اقتصادات نمور شرق آسيا. وهناك إمكانية بنجاح الوافدين الجدد».



هناك شعور مميز بالتحول في مركز الثقل لسوق سيارات الهاتشباك. ففي هذه الفئة برزت سيارتان مميزتان هما sub - Rs 4 lakh وRs 4 lakhplus. ورغم أن السيارات الأرخص سعرا لا تزال تحتل النصيب الأكبر من السوق، فإن السيارات الأعلى سعرا بدأت في دخول السباق هي الأخرى وتشهد مبيعاتها ارتفاعا ملحوظا.



ويقول مايكل بونيهام، رئيس والمدير الإداري لشركة «فورد موتور إنديا»: «هناك المزيد من الخيارات بالنسبة للعملاء. وهناك فرص في إمكانية ابتعاد الأفراد عن التطور الطبيعي في الانتقال من السيارات الصغيرة إلى الأكبر والاتجاه بصورة مباشرة إلى السيارات الكبيرة. فعلى سبيل المثال، كان 30 في المائة من مشتري السيارة (فيغو)، كانوا مشترين للمرة الأولى». وتخطط «فورد» في الوقت الحالي إلى طرح ثمانية نماذج جديدة في السنوات الخمس المقبلة، فأشار بونيهام إلى أن تشكيل السيارات التي يتراوح سعرها ما بين 350.000 إلى 550.000 روبية نسبة 70 في المائة من مبيعات السيارات فقد تحول إلى هدف ربما تبقي الشركة عيونها عليه لفترة طويلة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق