الأحد، 7 أكتوبر 2012

فلسطينيات يجدن الحرية وراء عجلة القيادة في سباقات السيارات

غزة - موقع حكايات

بملابس انيقة وحقيبة فاخرة من تصميم مايكل كورس لا تبدو ميسون الجيوسي سائقة سباقات سيارات إلا عندما تجلس خلف المقود وتنطلق باقصى سرعة في شوارع مدينة رام الله الفلسطينية.

وتقود الجيوسي اول فريق نسائي لسباقات السيارات في الشرق الاوسط وهو فريق “سبيد سيسترز”الفلسطيني المؤلف من ست شابات فلسطينيات مسلمات ومسيحيات في العشرينات والثلاثينات من العمر.

وواجه الفريق تشكيك الاهل وحقائق الاحتلال الاسرائيلي بالاضافة الى نوع من رفض الشارع العام الفلسطيني لتصبح الفتيات نجمات محليات وموضوع فيلم وثائقي.

وتقول منى عناب (26 عاما) وهي من الفريق “اشعر باننا احرار عندما نقوم بذلك فهي طريقة للهرب من كل شيء حولنا”.

وتشرح الجيوسي (36 عاما) بان حبها للسرعة ولد من الساعات الكثيرةالتي قضتها عالقة في الطوابير الطويلة امام الحواجز العسكرية الاسرائيلية.

وتضيف “اشعر باكتئاب شديد من الحواجز العسكرية ولكن هذه السرعة تجعلني اشعر بانني قوية وتساعدني على طرد الاكتئاب. فعندما يسمح لك الجندي اخيرا بالمرور فانك تشعر بانك تريد ان تطير”.

وبدأت الجيوسي بتعلم القيادة دون اخبار والديها بعد تخرجها من جامعة بيرزيت في ادارة الاعمال.

وتشير الى ان والديها “لم يكونا يعتقدان بانها تحتاج الى الرخصة بالاضافة الى انها كانت مكلفة”.

وفي عام 2010 عرض رئيس الاتحاد الفلسطيني لرياضة السيارات والدراجات النارية خالد قدورة على الجيوسي فرصة المشاركة في معسكر تدريبي ترعاه القنصلية البريطانية مع فتيات اخريات بمستويات مختلفة من الخبرة في القيادة وعندها ولد فريق “سبيد سيسترز”.

وبدأت عناب ايضا بالقيادة دون اذن من عائلتها حيث تقول ضاحكة “كنت اسرق سيارة اختي واقودها دون رخصة”.

ودون خوف، تقود عناب السيارة باقصى خلال تدريب الفريق في موقف سيارت مسلخ في الضفة الغربية وهو افضل مكان متاح للفريق لممارسة التدريبات.

وبالنسبة للفريق فان الجلوس وراء المقود هو طريقة ايضا للهرب من المطالب الاجتماعية.

وبحسب الجيوسي فانه “في ثقافتنا، نشعر بالكثير من الضغط للاستماع الى اهلنا ولكنني عندما اكون في السيارة فانني استطيع ان افعل ما اريد بها”. وتضيف “اشعر بالحرية الكاملة”.

ولم تخبر كل من الجيوسي وعناب عائلاتهما عن مشاركتهما في سباقات السيارات ولكن عائلة الجيوسي اكتشفت ذلك بعد قراءة تقرير عنها في احدى الصحف المحلية.

وتقول الجيوسي “قالت لي والدتي بانني قد اموت (من السباقات)” مشيرة الى ان والدتها على الرغم من دعمها الكامل لها، تخاف من رؤيتها وهي تسابق.





وتقبلت عائلة عناب ايضا حاجتها للسباق وتحضر والدتها الان كل مسابقاتها حول الضفة الغربية.

وكان الامر مختلفا بالنسبة لزميلتهن في الفريق لبيتي سعادة (31 عاما) التي تاتي من عائلة تخوض سباقات السيارات.

وبالنسبة لسعادة،التي تقود سيارة بيجو رياضية بعد عقد رعاية من الفرع المحلي للشركة الفرنسية فان الضغط الوحيد ياتي من التنافس بين ابناء العائلة الواحدة.

وتشرح سعادة “والدي بطل سباقات في المكسيك واخي ايضا…ان ذلك في دمي وبالتاكيد هناك تنافس عائلي”.

وولدت سعادة في المكسيك وبعدها عاشت في الولايات المتحدة ولكنها عادت مع عائلتها الى الضفة الغربية عندما كان عمرها 13 عاما.

وتكمل “اريد ان اكون هنا. فهذه بلدي.فلماذا لا نظهر للعالم بان النساء الفلسطينيات قادرات على فعل كل شيء؟”. وتؤكد سعادة بان مشاركتها في سباق السيارات ليست سياسية ولكنها فخورة بتمثيل فلسطين في المسابقات. وتقول”عندما اتسابق مع العلم الفلسطيني فهذا يقول باننا نريد دولة ونستحق دولة”.

ولا يمكن انكار بان الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية يؤثر على قدرة الفريق على التدريب والقيادة.

فلم يعد بامكان الفتيات استخدام موقع التدريب القديم القريب من سجن عوفر العسكري بسبب الحجارة والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع التي بقيت في المنطقة بعد اشتباكات عديدة بين متظاهرين فلسطينيين والجيش الاسرائيلي.

وتوضح الجيوسي بان القيادة لمسافات طويلة مستحيلة في المنطقة التي تقسم الى ثلاث مناطق ادارية وتنتشر بينها نقاط التفتيش.

ولكن الفتيات ما زلن يحتفظن بالطموح والحماس الكبير بفضل رحلة قمن بها مؤخرا الى مضمار سيلفرستون الشهير للسباقات في بريطانيا.

وتامل سعادة في ان تتنافس دوليا في الفورمولا وان قائلة “حلمي ان اخوض سباقا كمحترفة في سيلفرستون”.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق