السبت، 10 نوفمبر 2012

فنانو تونس يستغيثون من وطأة التشدد

غزة - موقع حكايات

أمام المركز الثقافي في مدينة منزل بورقيبة، شمالي العاصمة تونس، فرش مئات الإسلاميين المتشددين السجاد، وأقاموا صلاة في نفس المكان الذي كان من المفترض أن يقدم فيه الممثل لطفي العبدلي عرضًا مسرحيًّا؛ ليمنعوا بذلك العرض؛ احتجاجًا على مضمون المسرحية التي قالوا: "إن فيها إساءة للإسلام".



العبدلي الذي يقدم مسرحية "مايد اين تونزيانا مائة بالمائة حلال"، وهي مسرحية ساخرة ينتقد فيها الخلط بين السياسة والدين، فوجئ بملاحقة إسلاميين متشددين له في عروضه كافة بهدف منعها، وبالفعل نجحوا في منع عدة عروض قبل أن يستعين بمجموعة من الحراس؛ لحماية عرضه "في الحمامات".



ومنذ الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين، تعاظم دور الإسلاميين في تونس، بعدما عانوا طيلة السنوات الماضية القمع والسجن.



ويقول العبدلي والذي عرف بمواقفه الناقدة لنظام بن علي: "أنا لا أخشى التهديدات أو الاعتداء، ولكني أخشى بقوة من أن تسلب منا حرية التعبير والإبداع، وهي المكسب الحقيقي الذي منحته الثورة للتونسيين جراء عدم قيام الدولة بواجبها في توفير الحماية للمبدعين".



ويضيف: "أنا مستاء من الوضع الذي وصل إليه حال المثقف في تونس، وأشعر أني محاصر من جميع النواحي، لكني لن أصمت، وأقول للحكومة جهزوا لي زنزانة فأنا سأتفرغ لنقدكم في أعمالي".



وامتنعت قوات الأمن عن تأمين عروض العبدلي بعد أن انتقدها بشكل ساخر في مسرحيته، وهو ما رأت وزارة الداخلية، أنه أثر على معنويات رجل الأمن.



وفي الأسابيع الأخيرة منع متشددون عروضًا موسيقية ومسرحية عدة، قائلين: "إنها تسيء للمقدسات الإسلامية".



واعتدى متشددون أيضًا على فنانين، كما تمثل الرسامة نادية الجلاصي، أمام القضاء بتهمة عرض رسوم من شأنها أن تعكر صفو الأمن العام، وقد تواجه عقوبة تصل إلى السجن لخمس سنوات.



وقال وزير الثقافة مهدي مبروك، إنه: "تم منع 12 عرضًا فنيًّا هذا الموسم لأسباب أمنية، وبسبب تهديدات مجموعات سلفية".



وأدانت وزارة الثقافة اعتداءات السلفيين على الفنانين، ودعت السلطات الأمنية إلى حماية المبدعين ومحاسبة المعتدين عليهم، لكن الفنانين يرون أن دعم وزارة الثقافة لهم غير كافٍ، ويتعين ردع كل من يعتدي على مبدع أو يمنع عرضًا بأي حجة.



وطالب اتحاد الكتاب التونسيين في بيان بأن يتضمن الدستور الجديد نصًّا على حرية المبدع وحمايته من أي تهديد قد يتعرض له.



وخلال الشهر الماضي اعتدت مجموعة على الشاعر الصغير أولاد أحمد؛ بسبب قصيدة يسخر فيها من بعض المتشددين... وأثار الاعتداء مخاوف من انتشار رقعة العنف لدى السلفيين؛ لتمرير أفكارهم.



وشبه الشاعر الموسم الثقافي الحالي بأنه "عام أسود للثقافة"... وقال: "حرية الإبداع في مرحلة حرجة في ظل حكم النهضة...أنا أعتبر أن النهضة متواطئة، وأعتقد أن السلفيين والنهضة يتقاسمون الأدوار".



لكن زعيم حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي، قال إنه: "يرفض أي مظهر للعنف". وأضاف: "منع حفل أو كتاب، هذا أمر مرفوض، لكن لا يجب تجريم جماعة بأكملها، ونحن نتوقع أن تسود ثقافة دينية معتدلة في تونس بعد استقرار الأوضاع فيها في المرحلة المقبلة".








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق